-A +A
بعثة "عكاظ": محمد طالب الأحمدي ، خالد الشلاحي ، علي الحربي ، محمد السلمي ـ ينبع
توسعت المهام الميدانية للوحدة الصحية المدرسية لتشمل إرشاد الطلاب النازحين من العيص في مركز الايواء في الفقعلي، وإقناع المنقطعين عن الدراسة بمواصلة دراستهم في مدارس المدينة المنورة وينبع والقرى المجاورة للمركز الذي يتم إيواؤهم فيه مع أسرهم. وقال الدكتور عثمان الحريري (أحد أطباء الوحدة المدرسية) الذي التقيناه خلال جولة على المخيم إن الوحدة تقوم كذلك بدورها العلاجي، ومعظم حالات المراجعين لطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة مصابون بالتهابات في الجهاز التنفسي. وحسب ما أوضحه لنا الدكتور نزار حسب الرسول فإن المستشفى الميداني في المخيم الواقع على بعد 55 كم من العيص استقبل 144 حالة منذ تشغيله نهاية الأسبوع الماضي. وغالبية هذه الحالات لأطفال دون سن العاشرة يعانون من أعراض الزكام، احتقان الحلق، حساسية الصدر والكحة نتيجة التغييرات الجوية، بينما اقتصرت حالات كبار السن على طلب أدوية الأمراض المزمنة كالسكر وضغط الدم. ولاحظنا أثناء تجوالنا بين الخيام أنه لم يتبق في المخيم سوى أربع أسر فقط، منها أسرة المسن عايش سليمان الرفاعي (88 عاما) الذي أشار إلى أنه يقيم في خيمة مكيفة الهواء مع زوجته منذ أن تم إخلاؤهما من العيص الأسبوع الماضي. ويتردد عليهما شاب (فاعل خير) للسؤال عنهما وتوفير احتياجاتهما ومتطلباتهما. وفي خيمة مجاورة يسكن مسلم الحجوري وزوجته وأبناؤهما الخمسة (ولد وأربع بنات). وقال لنا إنه من أوائل القادمين للمخيم ويرفض الانتقال إلى المدينة المنورة أو ينبع للإقامة في شقة مفروشة رغم الطلبات المتكررة التي تلقاها في هذا الشأن من مندوبي فرع وزارة المالية والدفاع المدني. وبرر رفضه بقوله إن سيارة النقل التي يمتلكها (وانيت بغمارة واحدة) لا تمكنه من الانتقال للمدينة والتأقلم مع زحام شوارعها. وأشار إلى أنه ينقل ابنه وبناته كل صباح إلى مدارسهم في قرية الفقعلي. ويعيدهم إلى المخيم بعد انتهاء اليوم الدراسي. وأضاف: لا شيء ينقصنا سوى العودة لديارنا بعد انتهاء خطر الهزات الأرضية.
وقال المقيم حيدر فاضل (سوداني الجنسية) إنه يقيم مع أسرته في المخيم منذ إخلائهم من العيص، بينما أشار أحد أبنائه إلى أن أكثر ما يضايقه وإخوته استذكار دروسهم في الخيمة حيث الجو غير ملائم.

وضمن الأحداث التي شهدها مخيم الفقعلي تعرض صبي في الرابعة عشرة من عمره للدغة عقرب في يده اليمنى وتم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى ينبع النخل.
وفي ذات المخيم يقيم عدد من سائقي سيارات إسعاف من صحة الطائف، وطالب بعضهم بتحسين ظروف عملهم الميداني.
كما لاحظنا خلال الجولة عمالا يركبون ألعابا في المخيم لإضفاء المرح على الأطفال الموجودين والترويح عنهم.
من جهة ثانية، ينظم الدفاع المدني اعتباراً من اليوم مهرجاناً للترفيه عن الأطفال في مخيم الإيواء في الفقعلي، بهدف تخفيف حالة الخوف التي يعانون منها منذ إخلائهم مع أسرهم من العيص والقرى التابعة لها.
المهرجان الذي يتم تنظيمه على مدى يومين بالتعاون مع مؤسسة أحلى الليالي، يشتمل على العديد من الفقرات الترفيهية من مسرحيات ومسابقات وغيرها. وتشارك فيه فرقة مواهب وأفكار.
ولوضع اللمسات النهائية لأنشطته، عقد في ينبع أمس اجتماع حضره المقدم فهد النفيعي من المديرية العامة للدفاع المدني في الرياض ومدير مؤسسة أحلى الليالي سالم شديد العلوني، الذي أشار لـ «عكاظ» عقب الاجتماع إلى أنه سيتم في المهرجان توزيع هدايا وجوائز قيمة للأطفال.